أشياء تزعجني

كما أي بني آدم يعيش في هذا العصر، لدي قائمة طويلة من تلك الأشياء. لكني أتمنى أن أصبح من القلة القليلة التي حباها الله بالصبر حتى أصبحت هذه القائمة شديدة القصر لديهم، حتى أنك قد تظنهم لا يملكون القدرة على الإنفعال :)

1. القول “هكذا أنا ولا يمكنني التغير” والمعنى الحقيقي لهذه العبارة: “أنا حيط وما عندي استعداد أتعب حالي لأصير أحسن”

2. إبقاء رنة الجوال على مستوى عالي نسبياً دون مراعاة لوضع وخصوصية المكان
أسوأ الحالات المماثلة في غرف الانتظار بالمستشفيات.

3. التكلم بالهاتف بصوت مرتفع كأن الطرف الآخر أطرش
كما النقطة السابقة فـ أسوأ الحالات المماثلة في غرف الانتظار بالمستشفيات، والأسوأ في هذه الحالة أن “حضرة المحترم/المحترمة” لا يخرج من الغرفة متيحاً بعض الراحة للآخرين، بل يصر بشكل مستفز أن يزعجهم بنهيقه

4. إبقاء الهاتف يرن دون إسكات الصوت
جميع الهواتف المصنوعة خلال الخمس سنوات الماضية تحتوي زراً لإسكات الصوت بشكل لحظي إن لم يُرِد حامل الهاتف أن يَردّ المكالمة، لكن بعض “المحترمين/المحترمات” يمتلكون حاسة سابعة تمكنهم من إسكات الهاتف بالنظر إليه شزراً حتى يسأم المتصل ويقطع الخط

“لازم نعرف إحنا رايحين فين”

في خضم القصف الإسرائيلي على غزة، وخلال المحاولات الفاشلة للحكومة المصرية في امتصاص غضب الشارع، يتحفنا “حسني مبارك” بعبارة جميلة على شاكلة “البتاع داه” فيقول “دول أمريكا وإسرائيل(…) لازم نعرف إحنا رايحين فين”

واضح أنه لا يعرف “هو رايح فين” ولا “هو مودي شعبه على فين”. لكني أعرف أن الكثير من الشهداء الذين لم يموتوا مباشرة بسبب القصف، وإنما بسبب نقص المعونات الطبية والغذائية يعلمون تماماً أين سيذهب ويمكنني أن أتخيل ابتسامة الرضى والشماتة عندما يرون مالك (عليه السلام) “بيديله على أفاه”ويقول له “يروح على فين”.

عفواً صديقي فلا وقت لدي

“أعذرني فأنا مشغول”

“عفواً لكني لن اتمكن من الحضور”

“آسف لعدم المشاركة لكني مرتبط”

والكثير الكثير من تلك العبارات السهلة الاستخدام والتي لا نلقي لها بالاً، لكن كثرتها تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

نتشدق كثيراً بعبارات أو أمثال على شاكلة:

“أهم ما في الحياة الصداقة”

“إن كان لديك صديق وفي فأنت أغنى الناس”

“الصداقة الحقيقة كنز”

“الصديق وقت الضيق”

وفي زمننا “العاطل” هذا فإن مشاغل الحياة تأخذ من وقت الإنسان أضعاف ما كانت تحتاجه سابقاً. فيقول “سأتصل بهم غداً”، “هم كذلك لم يتصلوا فلا بد أن مشاغلهم كمشاغلي”، “سأقوم قريباً بدعوة الكل حتى نراهم مرة واحدة” ويبقى هذا الحال حتى ينكسر ما كان من ود ومحبة وتبرد المودة والصداقة، فإذا ما كان من أحدهم أن اتصل بالآخر جاء الرد بالاعتذار والأسف، والتأخر والتسويف حتى يصل بهم الحال موصله فيبقى مجرد ذكرى لا صداقة فيها إلا الكلمة.

.

.

.

أحمد! قد فرطت في صداقتك أيما تفريط فإن أعذرتني فقد مننت علي بها، وإن لم……………

جزاك الله خيراً عن سعة صدرك، وأحبك الله الذي أحبك فيه.

لُك لُك لُك

كتبت لي أختي الصغرى تعليقاً في آخر موضوعات السنة السابقة، فكان ذلك بمثابة صفعة على خد مدونتي، أفقت بعدها أني لم أكتب منذ أشهر شيءً فيها، ولذلك ها أنا ذاأحاول أن أفرغ بعضاً مما علق في مُخيخي الأصغر في عالم الإنترنت الواسع علّي أحظى ببعض الراحة.

شكراً لك صغيرتي لإيقاظي، يحتاج البعض منا بين الحين والآخر لمن يساعدونهم على الاستيقاظ من السبات وحالة إدمان الشلل المفرط التي تنال منا دوماً.

أشكر لك تذكرك لنسياني، وتذكيري بأني لازلت هنا.

أسير وحدتي

صديق؟ ربما لكن ذلك يأتي متأخراً في قائمة العلاقة بيننا. هو ليس فقط أخ، وإنما هو توأم غير الحقيقي.

يبتعد لبضعة أيام فأشتاق إليه، إن سافر أود أن أكون آخر من يرآه قبل الرحيل.

وبالرغم من أني أتلقى العتب دوماً من شقيقتي الصغرى لأني لا أحسن إظهار محبتي حتى لأقرب الناس، إلا أن بعضاً منها يظهر له عند غيابه بلا حرج وبلا تكلف.

هو دائماً أخٌ لطيف المعشر، أو محبٌ ناصح، فإن لم يكن أحدهما كان الخليل المنصت والصدر المتسع. رفقته في السفر خبرة ، ومجالسته في الحضر متعة.

هو راحلٌ فلا عودٌ قبل أسابيع. إلهي كم أمقت هذا الشعور بأني جزء من تلك الصورة وكأنما أسقطني منهاتقادم الزمن وتلاعب الهواء، فأبقى وحيداً أنظر لمابقي منها(منه/مني) متسائلاً هل أعود، أم يأتي الباقي إلي؟

آآآآآآآآآآآآآآآآآه كم أمقت هذه المشاعر وذلك الاعتصار في معدتي (وكأنني على وشك الركوب في الطائرة).

هلّا عدت سالماً وأبقيت لي روحك في المرات التالية لأن لا أظل ….

.

.

.

أسيراً

.

.

.

.

.

وحيداً