” ياخوفي بكرة يقولوا عذرا حمص ” .. قلتها والدمع يترقرق في صوتك قبل عينيك .. وذكرتني .. ذكرتني بشهداء حمص رغم أني لم أنسهم يوما .. أعدت إلي دمعة ذرفتها أمس .. رميتني ثانية في نار الغربة بعدما انصهرت ألما وانتهيت .. فعذرا معلمتي .. عذرا ياجرح وطني .. عذرا يا أبناء بلادي .. وعذرا يا أرض سوريا .. تأخرنا كثيرا .. لم نغير الضمادات عندما ابتلت .. تركناها ثلاثين عاما فالتهب الجرح .. وأزمن الالتهاب .. وابتلع الجلد الدم وأخرج القيح .. فغرقنا به .. وتلوثنا بلونه .. حتى سلطناه .. مكناه .. ورفعنا أيدينا تحية له مجبرين .. بل متخاذلين .. عذرا معلمتي .. بعدما علمتني أساليب الحساب .. شكرتك بالدعاء لك غيبا .. واليوم .. بعدما علمتني الشغف بالبلاد .. والخوف على الأحرار .. أشكرك علنا .. ربما كنت عاشقة لبلادي .. ولكنني اليوم شغوفة بها .. ربما كنت أحيي الأحرار .. وأشد على أيديهم .. وأدعو لهم .. وأهتف معهم .. ولكنني اليوم أخاف عليهم كخوفك على طفلتك .. كخوفك على رسالتك .. أصبحت أخاف عليهم فأبكي قلقا لا تأثرا وتضامنا .. عذرا معلمتي .. وشكرا معلمتي .. وكم آمل أن أصل لما أريد حتى أعلنها أمام العالم أجمع .. عذرا وطني على تأخري .. وعذرا معلمتي ..
دانة عكل
8 – 2 – 2012
