هرمتُ يا وطني .. هرمت .. في الأمس كنت طفلة فيك ألهو .. أقطف الياسمين .. أبعثر أوراقه فوق أرضك .. وأمر فوقها ثانية ركبتيّ لتلامس ذيول فستاني الأرض فتجمع أوراق الياسمين .. هرمتُ يا وطني .. إذا تحدثت عنك قلت ” آخر مرة كنت فيك …. ” .. فإذا سُئلت : منذ متى ؟! أجدني أجيب منذ سبع سنين .. هرمتُ يا وطني .. فما عدت أقفز كما كنت أفعل .. ما عدت أضحك كما كنت أفعل .. ما عدت أفعل ما كنت أفعل .. في روحي خصل شيب تعـتّـقت .. لم تحنّى .. ولن تحنّى فروحي لا يليق بها إلا لون حنّـائك .. هرمتُ يا وطني .. في روحي شرايين مسدودة .. لا تعرف هدير جريان الدم .. في روحي يا وطني رئة توقفت عن العمل .. والأخرى توشك على التوقف .. فيها كبد فقد أجزاء و ما عاد يتجدد .. في روحي كلّ العلل اجتمعت .. هرمتُ يا وطني .. هرمت .. عظام روحي رقّـت .. عضلاتها ضمرت .. وعافيتها سُليَت .. ما عاد فيّ من الروح إلا شهيق وزفير .. حتى هذان اختنقا .. حُبِـسا في مكان ما فيها .. هرمتُ يا وطني و ما عاد الصّـبا يعرفني .. تبرأ مني .. تبرأ من الحزن فيّ .. هرمتُ يا وطني وأوشكتُ على الرحيل .. أترحل معي ؟! .. سنرحل عنهم بعيدا بعيدا .. سنسلك دربا طويلا جميلا .. مع كل خطوة سنكبر .. سنزغرد .. سنغني .. و سنحيا .. أنا وأنت فقط .. ولا شيء سوانا .. سنحيا معا بهدوء الجنون ..
هرمت ..
دانة عكل
4 – 10 – 2012
أما هذه .. فقد بكيتُ ولم أقدر أن أتمّ قراءتها..
لن تهرمي يا صغيرتي ..مادام قلبك ينبض بحب الوطن
لن تهرمي وفي حناياك – تحت ركام الألم والشوق والحزن – جذوة حنين تنتظر هبة ريح لتشتعل وتسوقك إلى هناك .. حيث الوطن
لن تهرمي .. وصورتك التي ذيلت بها خاطرتك – والتي التقطتها لك على ضفاف الأبيض الساحر – أكبر دليل على أنك لن تسمحي للحزن ولا لليأس أن ينال منك .. مهما طال ابتعادك عن الوطن