وتخلَّـد الذكرى ..

غدا .. آخر يوم لي كتلميذة مدرسة .. آخر يوم سأستيقظ فيه صباحا لأرتدي الزيَّ المدرسي .. آخر يوم سأعبر باب المدرسة وأجدكن أمامي مباشرة .. نصبِّح على بعضنا .. نتناقش بمسائل .. تعلو أصواتنا .. نسأل ونجيب .. نتبادل عناقا .. نتهامس وتنفجر ضحكاتنا لتدوي في أرجاء المدرسة .. غدا آخر يوم سنسمع المراقبات والمشرفات يناديننا ” ياثانوي إلى القاعات ” .. لا مزيدا من ” وين رايحة ؟ .. رايحة المقصف .. ممنوع ادخلي فصلك ” .. لا مزيدا من ” أبلة ماكنت بعرف عنا اختبار .. أبلة ما خططت .. ” .. لا مزيدا من ” يللي ما حلت الواجب توقف ” .. لا مزيدا من أعطوني دفتر الرياضيات وراقبوا لي المعلمة لأنسخ حل الواجب قبل الحصة .. لن نعاني من ضيق الوقت بين المواد كما كنا نفعل .. غدا آخر يوم نخبئ فيه جوالاتنا عن أعين المراقبات .. غدا آخر يوم لنا في مدرستنا .. في العالم الصغير الذي كان يخصنا بكل تفاصيله .. في العالم الذي كنا نخصه بكل مابيننا من صداقة وحب وأشياء أخرى لا تترجم بالكلمات .. لا تعرف حروف الأبجدية الاصطفاف لتحكيها .. أشياء مخبأة في طيات كلماتنا .. أصواتنا .. أفعالنا .. شيء من المزاح .. شيء من الحب .. شيء من تعليم الدرس لبعضنا .. شيء من النذالة أحيانا .. لنتبعها بالكثير من المفاجئة .. شيء مهما كبرنا سيبقى في عنفوان أرواحنا .. شيء سيمتزج بمستقبلنا ليبقينا على ما كنا عليه عندما كنا معا .. أو على بعضه .. البعض الأغلى منه .. ستبقى فينا ذات شرارة ” الفزعة ” لبعضنا لن تزول .. سيبقى في داخلنا هيئة محلفين ومحامون إذا كانت إحدانا الضحية أو الجانية .. سيبقى فينا ذات الشوق لبعضنا .. لن ننسى كيف كنا نقيم مجلس ذكرعند تأخر معلمة لندعو ألا تأتي .. وكيف كنا نقيم حفلا غنائيا عندما لا تأتي .. نهنئ بعضنا .. نزغرد .. نغني ونرقص .. لن ننسى كيف كانت ” الشدة ” تحتل الدروج الأربعة الأخيرة .. كيف كنا نمرر ” الأكلة ” الغريبة التي إن جاءت إلينا فكلنا لنا منها نصيب .. وفي بعض الحالات يبقى لدينا فائض لنتعازم عليه .. كيف كنا نَغنى يوما و نُفلس عشرة .. كل هذا لن يفارق الذاكرة .. قد يختبئ قليلا خلف ماسيشغلنا من أمور .. ولكن في كل ذكرى جديدة ستسكننا ستطرق باب ذكرياتنا نحن ” طالبات الثالث ثانوي ( ب ) – مدارس الغد الأهلية – عام 2012 ” .. فذكرياتنا معا مخلـَّدة ..

دانة عكل

5 – 6 – 2012

SENIORS 2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.