“لحوم العلماء مسمومة” سمعت هذه العبارة كثيراً لكن لم أظن يوماً أن يكون لها معنى آخر. بعض (من يوصفون بأنهم علماء) سمموا الناس بآرائهم المسومة وتبعيتهم لغير الحق والمنطق.
من السخرية بمكان أن يفتي (على شاكلة كل فتاوى القياس السقيم الفاقدة للمنطق والعقل الذي كرمنا به الله ووضعه في أساسيات هذا الدين)، أقول أنه من السخرية أن يفتي أولائك بعدم جواز المظاهرات، وهي السبيل الوحيد لايقاف الظلم والإفساد في الأرض في البلدان التي خرجت بها.
بل مما يزيد الطين بلة أن يقاس هذا الأمر على أفضل العهود وأنه لم يحصل في عصر الخلفاء!!!! هل يوجد أي من أئمة الأمة (وأعني العلماء الحقيقين) من يصل إلى درجة الخلفاء؟ فما بالكم بزعماء الأمة؟ أم أن هذا الفاجر لم يكفر بنظركم بعد يا من عميتم البصيرة؟
ولو تجاوزنا وأطلقنا عليها “فتاوى” وهي ليست كذلك لسقوط مؤهلات من أصدرها أساسا، فلا أدري علام تبنى “فتاوى” كهذه؟ وهل القياس المبني جاء على قياس كيفية وصول الحاكم إلى السلطة؟ أم أننا نقيس ما يناسب مقاسنا من الدين؟
جميل بذلك أصبح لدينا “ترزي للفتاوى” كما لدينا “ترزي للتاريخ”.