عن ” سيمفونية ” القاشوش للحرّ مالك جندلي ..

إحدى الأشياء التي لم أستطع إنهاءها يوما .. احتفظت بها لستة أشهر علّ ” قريحتي ” تجود ببقيّة لها .. ماعدت أملك الحقّ لأدفنها أكثر .. قدرها أن تكون ناقصة .. قدرها أن تبحث عن نصفها الآخر بين أفكاركم أصدقائي .. قدرها أن تكتمل بأقلامكم فقلمي خانه الحبر والورق ..
 
—————————-
 
عندما يكون مفهوم الـ”ـموسيقى” أرقى من قرع ونفخ وعزف ليتنقل شخص ما بصوته بين الطبقات و لتتمايل أنثى ما بجسدها على وقع النغمات .. عندما يكون للـ”ـموسيقى” إحساس .. فإنها حتما ستلحِّنُ الحرية .. ستجعلنا ندندن الهتافات على درجات سلـَّمها .. عندما يكون للـ”ـموسيقى” هدف .. فإنها حتما ستجعل لمافاتيحها آلاف المعاني .. فمفتاح الـ”صول” شيء من أمل تحت زخِّ الرصاص .. ومفتاح الـ”فا” بقايا من بيت بعد اجتياح بقصف .. أما مفتاح الـ”دو” فـنُدرُ شعبنا بين الشعوب .. ” نوتات الموسيقى ” خطت ماعندنا .. صبر أجره محتسب عند العزيز الكريم .. صمود أصله إيمان بأنك يا الله أكبر من كل كبير .. أمل لأنك يا ربي أرحم الراحمين .. ” نوتاتـ”ـها سجلت دمعة طفلي .. صراخ أختي .. ثُكل أمي .. دعاء أبي .. “نوتاتـ”ـها حكت كيف الشهيد عندنا يكفن شهيدا .. وكيف المفقود عندنا ينعي ميتا .. كيف البكر عندنا تلد رجلا .. وكيف الرجل عندنا يحيك طرحة .. كيف تقلب عندنا الموازين ويبقى القصد سوريا حرة .. تحكي كيف البيت صار أرضا .. وكيف القبر صار صرحا ..
دانة عكل
12 – 6 – 2012
 
—————————-
 
* هي عن سيمفونية القاشوش للرائع الحر مالك جندلي .. هذا ما فجّره في قلمي .. ودمعي الذي منعني عن إكمالها كان ما فجّره في داخلي .. مالك جندلي .. دمت بخير يارائع
 

زمزم ..

هنا .. على مقربة من ” وطني ” .. هذا الوطن الذي يقتلني فراقه .. أجدني أحتضن ” زمزم ” .. تلك الفتاة التي جلست في المقعد الأخير .. منكمشة على نفسها .. لا تُقرأ في ملامحها حكاية .. تتابعني بنظراتها وفمها مغلق لا تنبس ببنت شفة .. لم ترفع يدها أبدا .. لم تردد معي ” أنا طفل ومن حقي أن أعبّر عن ذاتي بحرية .. من حقي أن أُسمع .. من حقي أن أتعلم تعليما صحيحا .. ومن حقي أن آخذ حقوقي ” .. لاحظت أن ” زمزم ” امت نعت حتى عن الابتسام .. حكايتها اختبأت فيها .. علّقتها خلف الرموش وتعمدت أن ترفّ رمشها سريعا حتى لا يغافلها ملخّصُ الحكاية وينطلق خارجا يحكي عن جوع يكاد يقتلها .. جلست زمزم تتابعني بعينيها .. أو ربما كانت قد علّقت عليّ أحلاما .. حلمت أنني سأقتل باغيها من الجوع القاتل ولو لليوم فقط .. حلمت أنني سأوصل صوتها .. أو ربما هي فقط كانت تسايرني لترتاح مني عقب دقائق .. قبيل الخروج أو حتى النهوض عن المقاعد نظرتُ إليها طويلا .. وبحركة أقرب ما تكون إلى اللاإرادية وضعت أصابعي على خديّ مبتسمة طالبة منها بصمت أن ترمي حزنها .. جرحها .. كسرها .. وربما رماد طفولتها وراء ظهرها وتشاركني بابتسامة حتى ولو كانت ” مسايرة ” .. لكنها لم تفعل .. نهض الجميع وخرجوا مسرعين إلى الركن التالي .. أما زمزم فنهضت بتثاقل .. أومأت لها أن تأتي إليّ .. سألتها : شبك زعلانة ؟ .. زمزم : مالي زعلانة .. طيب ليش متدايئة ؟ .. مالي متدايئة !! .. طيب شبك ؟ .. مافي شي بس بطني عم توجعني .. ليش ؟ فيك شي مرضانة ولا بس هيك ؟ .. لا لا بس جوعانة .. ” صُعقت .. نعم أنا صعقت .. لم يخطر ببالي أبدا أن هذه الطفلة التي استطاع والديها إيواءها تحت سقف من اسمنت كان أو حتى من حديد ستقاسي جوعا يفسد عليها فرحة يومها ” .. طيب خدي من هدول الحلويات , اختاري وحدة .. لا مابدي , هدول بمرض بعدن ، بتعب .. ” نظرت إليها متعجبة ” .. بدي بس لو خبزة وزيت .. ” مرة أخرى لم أتوقع أن ترفض هذه الطفلة الحلويات خوفا من ألا تشبع ” .. زمزم كانت تبكي .. طلبت مني الخبز والزيت وهي غارقة بالدموع .. مخفضة صوتها ورأسها معه .. ومتمتمة بطلبها ” خجلا ” أو ربّما ” عِزّة ” .. أمسكت وجهها الصغير بين بكفّي ونظرت في عينيها .. سألتها : حبيبتي شو اسمك ؟ .. زمزم .. كم عمرك ؟ .. تمانة .. طيب حبيبتي خلص لا تبكي هلأ رح جبلك أكل .. لم أسمح لزمزم بعدها بمغادرة صفي .. لم أترك لها المجال لمفارقتي حتى انتهاء اليوم .. جلست زمزم معي في الفصل .. أكلت وشربت .. واستمعت إلى الدرس الذي لم تعي منه كلمة مع صديقاتها لتفهمه مع كل قضمة أكثر .. أُطلقت الصافرة .. واتجه الأطفال إلى ” الباحة ” .. وأنا وزمزم لازلنا في الفصل .. أو ” للحق ” كنت أنا ألملم حاجاتي وزمزم كانت تقف على مقربة مني تنظر إلي .. انتهيت والتفت لأكتشف أنها لم تخرج مع باقي الطلّاب .. شو زمزم ؟ كيف صارت بطونك هلأ !! .. ابتسمت زمزم وهمست كتير منيحة .. تعي هاتي بوسة .. ” زمزم لم تقترب مني لتعطيني القبلة .. زمزم تعلقت برقبتي .. دفنت وجهها فيّ وأجهشت بالبكاء .. ” .. استطعت أن أتماسك عندما بكت هي أول مرة .. وعندما بكت هذه المرة لم أجد حلا إلا أن أسحبها إلى الوراء قليلا وأقول لها : بتعرفي ! .. أنا ماعندي اخت .. تعي نطلع عالباحة انا وانت متل الاخوات .. أمسكت بيدي وخرجنا .. جلست هناك تنتظر دورها لتذهب إلى الباص .. وكلما نظرت إليها ابتسمت لي تماما كما كنت ابتسم لها في الفصل ..

دانة عكل

 29 – 10 – 2012

أبي ..

لا أزال يا أبي صغيرتك .. لا أزال أسرع إلى غرفتك بمجرد استيقاظي لأضم بقايا عطرك التي تركتها على وسادتك قبل ذهابك للعمل .. لا تزال دموعي تغالبني عندما أكون في قمة غضبي فأفتقد ابتسامتك تلك التي تخبرني أن الأمر لا يستحق .. لا أزال أتقن فن ” دمو…ع التماسيح ” عندما أطلب منك شيئا فترفضه .. ولا أزال أعشق ذلك الإحساس عندما تفاجئني بتلبية طلبي .. لا أزال أحب دموعك المنهمرة أو المترقرقة في عينيك عندما أضمك وأنا أبكي .. لا أزال أذكر رسالتك عندما كنتَ في مصر وكانت اختباراتي قد بدأت .. لا أزال أذكر اتصالك عندما كنتُ في مصر وكان عيد ميلادي عقب يومين لتعتذرلأنك ستتأخر يومين ولتخبرني بأنك قد أحضرت هديتي .. لا أزال أنتظر بطاقات المعايدة تلك منك .. تلك البطاقات التي كلما عدتُ لأقدَمِها دعوت ربي والدموع قد ملأت عيني أن يحفظك لي ويبقيني ” دانتك الأغلى والأثمن ” .. لا أزال يا أبي كما عرفني الكل دوما ” أشبهك ” .. لا أزال أحاول أن أكون كما أنت .. أن أكون شغوفة بما أقدم .. أن أبذل كل ما لدي .. وأن أحب و أحب و أحب عائلتي إلى أبعد الحدود .. سأبقى كما تعرفني .. لن أكف عن شراء عشرات الكتب من معرض الكتاب .. لن أكف عن الكتابة لي ولك ولأطفالي ولحريتي ولسوريتي .. لن أكف عن سؤالك عن معاني مصطلحات ” السياسة ” المعقدة تلك .. سأظل أسألك عن التخصصات .. سأسألك عن المكان الأثري هذا والشاعر الفلاني .. سأسألك عن رئيس الوزراء ذاك .. سأسألك إن كان محمود درويش شاعر يستحق الاحترام .. وإن كنت قد كبرت كفاية لأقرأ ديوان نزار .. سأظل أدّعي ” الحرد ” عندما تسخر مني أنت وأعمامي .. وستظل ابتسامتي تقفز على شفتي بمجرد إرسالك لي قبلة في الهواء .. سأظل أزعجك بوميض الكاميرا في الرحلات والمناسبات .. وسأظل أكرر : طيب اضحكلي مشان تزبط الصورة وأخلـِّص .. سأظل يا أبي أخشى أن أمد يدي في النيل دون وجودك بجانبي مادا يدك قبلي لتثبت لي بأن الأمر لا يخيف .. سأظل أعرض عن ” الجمبري المشوي ” إذا لم تقشره لي .. وسأظل يا أبي أفضل أغنية ” المريلة الكحلي ” لأنك ومنذ سنتين أسمعتني إياها وكل مافيك يقول ” أحبك يا دانـَتي الأغلى والأثمن ” .. أحبك أبي ..

دانة عكل

 17 – 7 – 2012

سَـحَـرْ ..

في المقهى ذاته .. مقهى العمرين الذي يقع في زاوية الشارع غير الممهد .. المقهى ذو الكراسي الخشبية .. ذو الكؤوس الزجاجية والفناجين ” التقليد ” المذهبة .. فيهذا المقهى جلس .. يدني فنجان قهوته من أنفه .. ويستنشقها من خلال رائحة القهوة .. يرتشف قهوته ليلتهمها مع آثار ” الطحل ” المنجرفة مع كل رشفة .. في ذاك المقهى .. كان يجلس ليستعيد أحرفها .. لينسق نظراتها وأفعالها مع صوتها وكأنه شريط مسجَّلٌ .. مخلـَّدٌ .. لذكرى في الماضي .. لزهور حبٍ في ربيع .. لالتهاب أشواق في شتاء .. لندى عشق في صيف .. ولكسوة وفاء في خريف .. لذكرى في شيء من طيات زمانه .. وزمانها .. ويعود ليستنشقها .. ليلتهمها .. ليغلغلها فيه .. ليثبت لروحه بأنها ليست ” قصصا منسية ” .. بأنه ليس من ” أسرى مبارح ” .. وأنه ليس من ” ننطر بكرة ليلية ” .. بأنه فقط مؤمن بأن مامن قصة ستكتب اسمه وتمحيه.. بأنه بعدها ليس عنده لحن ليغني .. وبدون قوامها لن يتراقص شيء من هذا الكون.. لا أغصان أشجار .. لا ستائر شرفة .. لا جدائل أنثى .. فمن بعدها لن يكون فيالكون أنثى .. وكيف سيكون والكون عنده حولها يتمحور .. تتوسطه ويتبلور .. تحتضنه فيتعطر .. كيف والكون عنده شمس ثغرها .. قمر وجهها .. مطر عينيها .. سحب رموشها .. كيف والكون هي .. وهي الكون .. يتذكر رقصتهما الأولى .. كانت ترتجف عشقا .. وكان يطوقها بشدة .. عشقا أيضا .. همس لها : صلي معي لله أن يرزقنا بكرًا بنتا .. لأسميها سحـَر .. همست : سأصلي .. وسأصلي بأن يجعل كل حزن في حياتنا ورقة شجر .. نسقطها عن أشجارنا إذا القلب بالبرد شعر .. سأصلي أن يكون لنا فرح .. عشق .. وأجمل الجميل من خبايا القدر .. وتذكر خلافهما الأول .. قال وقالت .. اعترض فتذمرت .. غضب فتسمرت .. علا صوته فانطلقت منها دموع يلين لها الحجر .. وتذكر باقة الورد التي ” راضاها ” بها .. تذكر بأنه نوى أن يركع على ركبته ليقول آسف ويعطيها الورد .. وتذكر بأنها ما إن هم بالركوع حتى صرخت : حبيبي لا تركع .. مافعلته آلمني .. ولكن إن تركتك تركع فالحب على قلوبنا بعد لن يتجَـبَّـر .. تذكر خطوات سحـَر الأولى .. بينه وبينها .. وهي تردد بقلق : الله يحميك .. وهو يغني : داده يالله يالله .. داده يحميها الله .. وعلا صوته .. رددها وهو جالس على الرصيف أمام المقهى .. وصدره في داخله الجرح والألم والعويل اعتصر .. وتذكر بأنه منذ عامين جاء إلى هنا .. بعدما كان القبر قد حفر .. وودعها ودفنها .. واحتضن ابنته عند السَّـحـَر ..

دانة عكل

19 – 6 – 2012

هرمتُ ياوطني ..

هرمتُ يا وطني .. هرمت .. في الأمس كنت طفلة فيك ألهو .. أقطف الياسمين .. أبعثر أوراقه فوق أرضك .. وأمر فوقها ثانية ركبتيّ لتلامس ذيول فستاني الأرض فتجمع أوراق الياسمين .. هرمتُ يا وطني .. إذا تحدثت عنك قلت ” آخر مرة كنت فيك …. ” .. فإذا سُئلت : منذ متى ؟! أجدني أجيب منذ سبع سنين .. هرمتُ يا وطني .. فما عدت أقفز كما كنت أفعل .. ما عدت أضحك كما كنت أفعل .. ما عدت أفعل ما كنت أفعل .. في روحي خصل شيب تعـتّـقت .. لم تحنّى .. ولن تحنّى فروحي لا يليق بها إلا لون حنّـائك .. هرمتُ يا وطني .. في روحي شرايين مسدودة .. لا تعرف هدير جريان الدم .. في روحي يا وطني رئة توقفت عن العمل .. والأخرى توشك على التوقف .. فيها كبد فقد أجزاء و ما عاد يتجدد .. في روحي كلّ العلل اجتمعت .. هرمتُ يا وطني .. هرمت .. عظام روحي رقّـت .. عضلاتها ضمرت .. وعافيتها سُليَت .. ما عاد فيّ من الروح إلا شهيق وزفير .. حتى هذان اختنقا .. حُبِـسا في مكان ما فيها .. هرمتُ يا وطني و ما عاد الصّـبا يعرفني .. تبرأ مني .. تبرأ من الحزن فيّ .. هرمتُ يا وطني وأوشكتُ على الرحيل .. أترحل معي ؟! .. سنرحل عنهم بعيدا بعيدا .. سنسلك دربا طويلا جميلا  .. مع كل خطوة سنكبر .. سنزغرد .. سنغني .. و سنحيا .. أنا وأنت فقط .. ولا شيء سوانا .. سنحيا معا بهدوء الجنون ..

هرمت ..

دانة عكل

4 – 10 – 2012

 

يا عصفور ..

ياعصفور .. ماذا تخبئ لي عندك ؟ .. أتخبئ لي حفنة من رمال الأرض هناك ! .. أتخبئ لي ورقة من أشجار الجبال هناك ! .. أتخبئ لي قطرات من ماء الأمواج هناك ! .. أتخبئ أسرارهم ! .. أتخبئ أسراري ! .. أتخبئ ياعصفور أحاديثنا ! .. جلساتنا ! .. ضحكاتنا ! .. أتخبئ فرحة لقائنا ! .. أتخبئ ياعصفور ياسمينة ! .. كم أشتاق لرائحة الياسمين ! .. أتخبئ نسمة ! .. إني أختنق هنا بدون ذاك النسيم ! .. أتخبئهم ياعصفور كهدية عيد ميلاد لي !! .. أتخبئ الأهل بين ” ريشاتك ” ! .. أتخبئ الحرية ! .. أتخبئ الحياة أم تراك تخبئ رائحة الموت ! .. خبئني ياعصفوري .. مر بي على وطني .. وأسقطني هناك ..

دانة عكل 

1 – 8 – 2012

شكرا ياصدفة جمعتني بـ”القوقعة” ..

مضى عليّ نحو الأربع ساعات وأنا أتقلب في فراشي .. يبدو أن النوم قد اتّخذ قرار مجافاتي اليوم .. ألْـفُ بداية لألف نص مسجونة في رأسي .. الألم الذي أشعر به في يدي اليمنى يجعل إمساك القلم أمر شبه مستحيل .. والكتابة هنا عن طريق لوحة المفاتيح هي أيضا رحلة صعبة مع وجود هذا الألم .. منذ الأمس ورأسي مكتظة بالكلمات .. أسطر أعيد قراءتها غيبا .. أسطر أرتب كلماتها قهرا .. والكثير الكثير من الكلمات التي قد تكون بدايات جيدة لنصوص وخواطر و ” فشات خلئ ” .. أكمل قراءة المقالة

آه ياعرب

منذ خمس سنوات وقفت على المسرح في مدرستي أمام الأمهات مرتدية ” الجلابية الفلسطينية ” ورأسي معصوب بـ”الكوفية الفلسطينية” لأؤدي دور المعلمة الفلسطينية .. تلك المعلمة التي طلبت من إحدى طالباتها إعراب جملة ( عشق المسلم أرض فلسطين ) فما كان من الطالبة إلا تحويل الجملة إلى ( نسي المسلم أرض فلسطين ) وإعرابها إعرابا يحكي ألم إخوتنا في الوطن المحتل المغتصب والنازحين منهم إلى أوطان توجعهم أكثر .. إعرابا يحكي عن ألف غصة وغصة .. عن ألف دمعة وذكرى .. إعرابا كان بداية لحوار هو ” زبدة ” النص المسرحي .. طالبتان في المنفى تقفان أمام المعلمة وتفجران ما بداخلهما .. تحكيان عن نار تشتعل في شعب بأسره .. الطالبتان اللتان قامتا بدور الطالبتين كانتا فلسطينيتي الأصل .. أما أنا فسورية .. أكمل قراءة المقالة

لا أعرف لحلمي عنوان ..

سألَـتني عن حلم أنتظر تحقيقه .. وكان جوابي : أن أزفَّ إلى عريسي وسط ” لمَّة ” محارمي على أرض سوريا .. أن تكون تلك القبلة التي سيطبعها أبي على جبيني صافية كصفاء بال صاحبها .. حلمي ياصديقتي أن أعطر بيتي الصغير برائحة الياسمين الشامي .. حلمي لا يلخص في كلمات .. لا يحكى بعبارات .. حلمي ياصديقة العمر أن أعود لأجلس مع الصبايا على السور في المزرعة .. حلمي أن أعود لأقف على ذلك الرصيف وأبدأ بالدوران حول نفسي كما كنت أفعل .. حلمي أن أعود لذلك المنزل .. أن أعود لغرفة جدتي .. لسريرها .. للنوم فيه بجانبها .. أكمل قراءة المقالة

سبع سلامات .. بعدد سنوات الغياب ..

سوريا ياحبيبتي .. عقب شهرين سأكمل سبع سنوات بعيدة عنك .. اليوم ” وا أسفاه ” جلست هنا وراء الشاشة أتأملك .. احتسي فنجان القهوة .. احليه بالسكر مع اني احبها مرة .. ولكن مرارة الغربة تكفيني حقا .. في كل ليلة اتجرع مرارة الغربة كما يتذوق عشاق القهوة مرارة البن .. الفرق أنهم بمرارته يستلذون أما أنا فإني أنطفئ مع كل رشفة .. أكمل قراءة المقالة